بعد ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 27% منذ بداية العام حتي الآن، يتجه المؤشر إلى تجاوز مكاسب عام 2023 البالغة 23% باستثناء الأرباح، ستكون هذه هي المرة الأولى التي يرتفع فيها المؤشر بنسبة 20% على الأقل في أعوام متتالية منذ عام 1995 حتي عام 1998 أثناء طفرة الإنترنت.
إن مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز البالغة 58% والتي يعود تاريخها إلى نهاية عام 2022 تجعله في طريقه لتحقيق أفضل مكاسب له في عامين منذ أواخر التسعينيات، كان الدافع وراء نجاح مؤشر ستاندرد آند بورز الأخير والذي جاء في مواجهة بيئة أسعار الفائدة المرتفعة التي كانت تشكل تحديًا تاريخيًا، هو أسهم التكنولوجيا الكبيرة حيث حققت شركات مثل أمازون وميتا وإنفيديا وتيسلا مكاسب تزيد عن 150% منذ نهاية عام 2022.
تشير أغلب توقعات الخبراء أن يواصل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للأسهم الأمريكية صعوده لعامه الثالث على التوالي وسط التوسع الاقتصادي القوي ونمو الأرباح المطرد، وفقًا لأبحاث جولدمان ساكس، ومن المتوقع أن يرتفع مؤشر تداول الأسهم الأمريكية القياسي إلى 6500 نقطة بحلول نهاية عام 2025 بزيادة سعرية بنسبة 9% عن مستواه الحالي وعائد إجمالي بنسبة 10% بما في ذلك الأرباح، كما قال 'ديفيد كوستين' كبير استراتيجيي الأسهم الأمريكية في جولدمان ساكس، ومن المتوقع أن تزيد الأرباح بنسبة 11% في عام 2025 و 7% في عام 2026، إذا كان اختصار محرك السوق لعام 2024هو الذكاء الاصطناعي، فمن المقرر أن يكون اختصار عام 2025 هو الناتج المحلي الإجمالي، حيث تشير التوقعات نمو الاقتصاد الأمريكي بمعدل سنوي قدره 2.4 % في عام 2025.
ما هي التوقعات لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 في عام 2025؟
من المتوقع أن تقدم الإدارة القادمة للرئيس المنتخب 'دونالد ترامب' سياسة تجارية تتضمن تعريفات جمركية مستهدفة على السيارات المستوردة والواردات المختارة من الصين مع خفض الضرائب أيضًا، وستؤثر هذه التغييرات السياسية على توقعات أرباح الأسهم.
وفقًا لأبحاث جولدمان ساكس، يتحرك نمو إيرادات الشركات (على مستوى المؤشر) عادةً بما يتماشى مع نمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، وتقديرات الخبراء لنمو الايردات بنسبة 5% لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 يتوافق مع توقعات خبراء الاقتصاد لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 2.5% وتباطؤ التضخم إلى 2.4 % بحلول نهاية العام المقبل.
وتشير تقديرات جولدمان ساكس للأرباح لكل سهم لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 لعامي 2025 و 2026 هي 268 دولار و 288 دولار، في الوقت نفسه، تعد التقييمات مرتفعة وفقًا للمعايير التاريخية وقد تشكل مخاطرة للمستثمرين، فقد ارتفع مضاعف السعر إلى الأرباح لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 25% خلال العامين الماضيين.
ما هي المخاطر الرئيسية التي تهدد الأسهم الأمريكية العام المقبل؟
يقول كوستين: 'إن سوق الأسهم التي تسعر بالفعل خلفية كليّة متفائلة وتحمل تقييمات عالية تخلق مخاطر تتجه إلى عام 2025'، ويري أن التقييمات المرتفعة هي إشارات ضعيفة للعائدات في الأمد القريب، ولكنها تزيد عادة من حجم انحدارات السوق عندما تحدث صدمة سلبية.
وفقًا لتوقعات الاقتصاد الكلي الأساسية لشركة جولدمان ساكس للأبحاث، يستمر الاقتصاد والأرباح في النمو وتظل عائدات السندات حول المستويات الحالية في السنوات القادمة، ولكن هناك عدد من المخاطر التي تتجه إلى عام 2025، بما في ذلك التهديد المحتمل بفرض تعريفة جمركية شاملة وإمكانية ارتفاع عائدات السندات، وعلي الجانب الآخر، قد يؤدي مزيج أكثر ودية من السياسة المالية أو سياسة أكثر تسامحًا من البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى عوائد أعلى.
ويضيف كوستين: 'نتيجة لذلك، نعتقد أن المستثمرين يجب أن يستفيدوا من فترات التقلبات المنخفضة للاستفادة من ارتفاع الأسهم أو التحوط من الانخفاض من خلال الخيارات'.
ما هي التوقعات لأسهم التكنولوجيا السبعة الرائعة ' Magnificent 7'؟
من المتوقع أن تستمر أسهم التكنولوجيا في Magnificent 7 في التفوق على بقية أسهم المؤشر في العام المقبل، ولكن بنحو 7 نقاط مئوية فقط وهو أضعف هامش من هذا القبيل في سبع سنوات.
لقد أدى النمو المتفوق في الأرباح لـ Magnificent 7 إلى تفوق هذه الأسهم بشكل جماعي مقارنة ببقية أسهم مؤشر ستاندرد آند بورز 500، لكن توقعات الإجماع تتنبأ بأن الفجوة في نمو الأرباح بين أسهم Magnificent 7 والأسهم 493 الباقية في المؤشر سوف تضيق من نحو 30 نقطة مئوية هذا العام إلى 6 نقاط مئوية في عام 2025 وإلى 4 نقاط مئوية في عام 2026.
وعلى الرغم من أن الأرباح لا تزال ترجح كفة أسهم السبعة الرائعين Magnificent 7، فإن العوامل الكلية مثل النمو والسياسة التجارية تميل لصالح باقي الأسهم في المؤشر، وترجح توقعات خبراء الاقتصاد وتيرة نمو عالية وثابتة في 493 سهم في المؤشر خلال عام 2025، والذي هو أكثر حساسية للتغيرات في النمو مقارنة ب Magnificent 7.
كما أن مخاطر السياسة التجارية ترجح كفة أسهم S&P 493 الذي يتمتع بحصة أكبر من الأرباح المستمدة محليًا مقارنة بأسهم Magnificent 7، ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن الاحتكاك التجاري يمثل خطرًا مهمًا لتوقعاتهم الأساسية، وعلى وجه الخصوص، من المرجح أن تؤثر سياسة التجارة الأمريكية الأكثر تقييدًا على النمو غير الأمريكي بشكل أكثر حدة مقارنة بالنمو الأمريكي، وخاصة أن أسهم Magnificent 7 تستمد ما يقرب من نصف مبيعاتها من خارج الولايات المتحدة مقارنة بالأسهم الباقية على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الذي يستمد نحو 26% من مبيعاته من الخارج، ويكتب كوستين أن أسهم الشركات ذات القيمة السوقية المتوسطة قد تكون فرصة للمستثمرين.
ما هي التوقعات بشأن عمليات الدمج والاستحواذ؟
مع نمو الاقتصاد الأمريكي وأرباح الشركات، ومع تزايد مرونة الظروف المالية نسبيًا، يتوقع محللو بنك جولدمان ساكس زيادة نشاط عمليات الدمج والاستحواذ في عام 2025، وينبغي أن يساعد نشاط الدمج المتجدد في إمكانية تقليل التنظيم في بعض الصناعات خلال الإدارة الجديدة القادمة.
تتوقع شركة جولدمان ساكس للأبحاث إتمام حوالي 750 صفقة دمج واستحواذ أمريكية تتجاوز قيمتها 100 مليون دولار في عام 2025، بزيادة قدرها 25% على أساس سنوي مقارنة بعام 2024، ومن المرجح أن تعزز الشركات إنفاقها النقدي على عمليات الدمج والاستحواذ بنسبة 20% ليصل إلى 325 مليار دولار في العام المقبل، ومن الضروري العمل على زيادة إجمالي حجم الاندماج بمقدار أكبر لأن تقييمات الأسهم المرتفعة تجعل من اعتبارات الأسهم بديلاً جذابًا للنقد.
إلى أين يتجه استثمار الذكاء الاصطناعي بعد ذلك؟
يقول كوستين أن آراء المستثمرين حول تأثير الذكاء الاصطناعي لا تزال متباينة على نطاق واسع، حيث يؤمن بعض المشاركين في السوق بالقوة التحويلية للذكاء الاصطناعي التوليدي والبعض الآخر يشككون في قدرة الشركات على توليد عوائد جذابة على استثماراتها العالية في الذكاء الاصطناعي.
في عام 2025 يتوقع المحللون أن ينتقل اهتمام المستثمرين بالذكاء الاصطناعي من البنية الأساسية للذكاء الاصطناعي إلى 'المرحلة الثالثة' الأوسع نطاقًا لطرح التطبيقات وتحقيق الربح، تشير هذه المرحلة إلى الشركات التي من المرجح أن تشهد عائدات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب تلك التي تبني البنية الأساسية التي تقوم عليها الذكاء الاصطناعي.
تشمل شركات المرحلة الثالثة هذه شركات البرمجيات والخدمات التي تقدم للمستثمرين نموًا علمانيًا أطول أمدًا، والتي تعتمد بشكل أقل نسبيًا على التغيرات في التوسع الاقتصادي أو أسعار الفائدة لدفع أسعار الأسهم.
توقعات بعض الخبراء لأسواق الأسهم في العامين المقبلين
يتوقع بنك أوف أميركا استمرار السوق الصاعد، حيث حدد هدفًا عند 6666 نقطة لمؤشر ستاندرد آند بورز بحلول نهاية العام المقبل، وهذا يمثل ارتفاعًا متوقعًا بنسبة 10% من سعر المؤشر البالغ 6050 نقطة في 3 ديسمبر، ومن بين العوامل المؤاتية التي استشهد بها الاستراتيجيون لتلك التوقعات عوامل الاقتصاد الكلي مثل انخفاض أسعار الفائدة وزيادة إنتاجية سوق العمل بالإضافة إلى خلفية مؤسسية أكثر ملاءمة مع تسارع الأرباح ومعدل ضريبي أقل محتمل في عهد الرئيس المنتخب 'دونالد ترامب'، وقال أحد محللي بنك أوف أميركا إن 'السهم المتوسط أكثر جاذبية من المؤشر الإجمالي'، موضحًا أن 'السهم المتوسط غير مكلف إلى حد كبير' مع ارتفاع العامين الماضيين بالكامل تقريبًا من قبل حفنة من أسهم التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الضخمة.
يقول دويتشه بنك الذي يقع مقره في ألمانيا أن لديه هدف سعري مرتفع في وول ستريت بنهاية عام 2025 يبلغ 7000 لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، وتدعو مجموعة الاستراتيجيين بقيادة بينكي تشادا إلى تحقيق مكاسب إضافية بنحو 16% للأسهم الأمريكية، وأعاذوا ذلك إلى أن الجوانب المختلفة للدورة الاقتصادية التي يجب أن تضيف تقدمًا، بما في ذلك زيادة الإنفاق الرأسمالي خارج التكنولوجيا الكبيرة، وتعزيز التعافي الاقتصادي في الخارج وزيادة محتملة في نشاط الاندماجات والاستحواذ.
توقع البنك الاستثماري جولدمان ساكس في مذكرة للعملاء أن ينهي مؤشر S&P العام المقبل عند 6500 بزيادة 9% عن 6050 نقطة التي سجلها في يوم الاثنين (3 ديسمبر)، إن وجهة نظر هذه التوقعات تستند إلى استمرار التوسع الاقتصادي الأمريكي وتعزيز توقعات نمو الأرباح لكل سهم بنسبة 11% لمؤشر 500 شركة، والجدير بالذكر أن مجموعة جولدمان التي يقودها 'ديفيد كوستين' تتوقع أن يكون عام 2025هو أقل أداء نسبي لأسهم 'السبعة الرائعة' لأكبر سبع شركات أمريكية منذ عام 2017، مما يعكس اتجاه العائدات المتفوقة على السوق الممتدة من المجموعة التي تقودها شركة إنفيديا الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وشركة آبل المصنعة لأجهزة آيفون.
أما بنك مورجان ستانلي فقد كانت توقعاته لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 مطابقة لجولدمان ساكس عند 6500 نقطة، لدى مورجان ستانلي توقعات نمو ربحية السهم بنسبة 13% أكثر هدوءًا من جولدمان، لكن مورجان ستانلي يرجح إمكانية وجود مخاطر 'أوسع من المعتاد' بسبب 'عدم اليقين المحتمل الذي تقدمه نتيجة الانتخابات الأخيرة'.
في نوفمبر الماضي، توقع جولدمان ومورجان ستانلي أن ينهي مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عام 2024 عند 4700 و 4500 على التوالي، وكلاهما أقل بنسبة تزيد عن 25% من سعر يوم الاثنين البالغ 6050.
بينما حدد بنك UBS هدفًا لمؤشر ستاندرد آند بورز عند 6600 بحلول نهاية عام 2025، مما يشير إلى مكسب أكثر صعودًا بنسبة 10%، وقال محللو البنك أن سوق الصعود 'لا يزال في مراحله الأولي'، ومع ذلك، فإن التوقف الأخير في مسيرة الأسهم بعد الانتخابات يشير إلى أن السوق صحي بسبب عمليات التصحيح وجني الأرباح بعد فترة من المكاسب الكبيرة.
RSS Feed 
